الدستور - محمود كريشان
قال اللواء الركن المتقاعد الدكتور إسماعيل الشوبكي مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء: يحلُّ العيد الــ78 لإستقلال المملكة الأردنية الهاشمية في ظل مسيرةٍ مباركة يتعزُ بها الأردنيون والأردنيات؛ حملت لهم دولةً ناجزةً ووطناً محصّناً بمؤسساته الراسخة ومحمياً بزنود وعيون أبنائه، محصنين بثقةٍ والتفافٍ حول قيادتهم الهاشمية، مدفوعين بإيمانهم بهذا الحمى العربي وبأملِ الغد المشرق، الذي عبروا، في الطريق نحوه، محطاتٍ من الوحدةِ والتكاتفِ، مكلّلةً بالعطاءِ والبذلِ والتضحيات، التي ستبقى عنواناً ماثلاً في تاريخ الأردن وشعبه الأبي.
وأضاف: الاستقلال، الذي كان ثمرة نضالٍ قاده الهاشميون وأبناء شعبهم منذ تأسيس الإمارة وانتقالها لبناء الدولة فمملكةً ناجزةً راسخة، يأتي مناسبة عزيزة تُشكّل محطةً تاريخيةً شامخة، بما حملته من تأسيسٍ لتحرر القرار الوطني وتعزيزاً للسيادة الكاملة، لتنطلق منذ لحظتها جهودٌ متضافرةٌ للشعب الأردني، متسلحاً برؤية قيادته الحكيمة ومستنداً إلى إرث عروبي قومي جسدته قيم ومبادئ الثورة العربية الكبرى، لبناء دعائم الدولة الحديثة وتعزيز مسيرةٍ ممتدة، تغلّبوا فيها على الصعب وتجاوزا التحديات، وبقي الأردن على دربٍ الإنجاز، رغم معيقاتٍ وظروفٍ صعبةٍ، لم تجد في وجهها إلا تصميماً وإصراراً شكلته العزيمة الوطنية الصادقة، ففي عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، حامل الراية ومعزز المسيرة وقائد الإنجاز والقاسم والجامع الوطني المشترك، شكّلت ذكرى الاستقلال دافعاً لمواكبة البناء ومواصلة المسيرة والمراكمة على الإنجاز.
وأكد الشوبكي على أن الاستقلال عهد ووفاء وتجديد بيعة نصوغ فيه من كل مفردات مسيرة الكفاح والعطاء منذ أول قطرة دم أريقت في سبيل حرية الأمة أنشودة نغفو ونصحو على أنغامها ، تنتظم بها صفوفنا خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة وجلالة قائدنا الأعلى الملك عبدالله الثاني سليل الدوحة الهاشمية الذي يقود هذا الحمى العربي الأصيل نحو معارج الخير والأمل ونحو مستقبل تنشده الأجيال ويرسم لها طريق الرفعة والشموخ والكبرياء، فهي مناسبةً في أهميتها الوطنية والتاريخية والقيمية الوجدانية في قلوب الأسرة الأردنية الواحدة، تجدد ثوابت وقناعاتٍ وقيم وطنيةٍ لا حياد عنها، عمادها دستورٍ متقدّم، يلُفها الإيمان بالوطن، ويشحنها العزم، ويلهمها قيادةً نفاخر بها الأمم، لنجد الأردن اليوم، وفي المئوية الثانية من عمر الدولة، مصدراً للفخر لشعبه، ورمزاً للصمود لجيشه، وواحةً للأمن والاستقرار، وأنموذجاً للتقدم والازدهار، ومنارةً مشرقةً بين أشقائه، حاملاً لواء العروبة ومدافعا عن قضاياها.
وأشار الشوبكي إلى أنه وإلى جانب جلالة الملك، في هذا المسيرة الممتدة بالخير والرفعة، يقود سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد زمام العديد من الجهود والمبادرات، التي من شأنها رفد المسيرة الوطنية وتعزيز آفاقها بأفكار الشباب وريادتهم وعيونهم الطموحة باعتبارهم عماد المستقبل وبناة الغد، يمضي بينهم ومعهم سمو ولي العهد أوقات منتجة ويتبادل وإياهم أفكاراً وحوارات خلّاقة ويشاركهم في تنفيذ مبادراتٍ وبرامج عملية ستكون نتاجها ثمار تصب في بوتقة التنمية الوطنية ورافداً لها، برصيدٍ متين من الإنجازات ومسيرةٍ ماثلةٍ، عمادها الإنسان الأردني، الذي تحمل الدولة نحو فلسفة الحكم الهاشمي بأن "الإنسان أغلى ما نملك"، لأن الشعب والجيش والإنسان الأردني في أي موقع هو الغاية والوسيلة والطاقة الفاعلة المتجددة التي تشيع النهضة والنماء في ربوع هذا الحمى العربي الأصيل، وظلت رسالة الثورة العربية الكبرى رسالة الاستقلال والحرية والانعتاق من كل القيود التي تقف حائلاً دون طموح الإنسان، هي الرسالة الهاشمية التي تهدي السالكين على الدرب الطويل ولا تنفك مبادئها تبشر العرب بالوحدة والحرية والسيادة وكرامة الأجيال.
ولفت الشوبكي: أما القوات المسلحة فقد كان الاهتمام بها وتأهيلها وتدريبها وتوفير سبل تعزيز قدراتها أولى أولويات قادة هذا البلد منذ عهد الجد المؤسس حتى آلت راية هذا الوطن إلى جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني الذي أولى القوات المسلحة كل عناية, فهو أدرى باحتياجاتها وقدراتها والقادر على تلمس هذه الاحتياجات, وبتوجيه من جلالته يتطلع هذا الجيش مع كل مؤسسات الوطن لأن يصبح الأردن دولة الإنتاج والاعتماد على الذات وليتمكن هذا الجيش من ممارسة دوره وإنتاج احتياجاته هنا في هذا الوطن العزيز، كما دخلت القوات المسلحة الأردنية وبتوجيهات من قيادتها الهاشمية ميدان حفظ السلام العالمي كقوة فاعلة واستطاعت أن تنقل للعالم صورة الجندي الأردني وقدرته على التعامل بشكل حضاري مع ثقافات وشعوب العالم المختلفة وأصبح الجيش العربي الأردني يرفد الدول الصديقة والشقيقة بالمدربين والمختصين المحترفين في مجال عمليات حفظ السلم والأمن الدوليين كما كان على الدوام يقدم جميع خبراته الإدارية والفنية والتدريبية لكل من يطلبها من جيوش المنطقة والعالم .
وختم الشوبكي: سيبقى الجيش العربي الأقرب إلى نبض الوطن والقائد يقدم في سبيل أمن الوطن واستقراره وكرامة أهله قوافل الشهداء الذين تزيّن أرواحهم ودماؤهم سماء وأرض الوطن عبر التاريخ الحافل بالمجد والحرية، كما إن المتقاعدين العسكريين هم السند والرديف لقواتنا المسلحة، يحظون بالاهتمام الكبير من لدن جلالة القائد الأعلى، وانهم سيبقون على العهد والولاء ماضين في خدمة وطنهم، وفي عيد الاستقلال نترحم على بناة الاستقلال وعلى حماته ونشد أزر المخلصين للعمل على تقديم كل الإمكانات واستثمار الجهود كي نقطف ثمار الاستقلال وإنجازاته ونقف خلف قيادتنا الهاشمية وقائدنا يداً بيد كي يصبح الاحتفال بعيد الاستقلال أجمل، وكل عام والأردن عزيزاً منيعاً مكتسياً بثوب المجد ومحاطاً بسياج المنعة ومنيراً بإنجازات أبنائه وقويا بحكمة قيادته وريادة مؤسساته ومحصّنا ببواسل جيشه مسانداً لأمته وأشقائه وداعماً لهم، وكل عام والقائد بألف خير..