يُعد الحادي والعشرين من آذار يوما خالداً في تاريخ الأمة العربية على وجه العموم ويوما وطنياً يحمل في طياته اروع معاني البطولة والنصر والاعتزاز، نستذكر فيه عبق الذكرى الرابعة والخمسون لمعركة الكرامة الخالدة و تعيدنا الذكريات إلى الكلمات الخالدة لجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال - طيب الله ثراه حين قال " وكانت الأسود تربض في الجنبات على اكتاف السفوح وفوق القمم في يدها القليل من السلاح والكثير من العزم وفي قلوبها العميق من الإيمان بالله والوطن، وتفجر زئير الأسود: الله أكبر "
لقد سطر نشامى الجيش العربي الأردني في ذلك اليوم الأغر بدمائهم الزكية أروع البطولات والتضحيات دفاعاً عن ثرى الأردن الطهور ، وسجلوا أول نصر تاريخي على الجيش الاسرائيلي المتغطرس فحطموا اسطورته وغروره وألحقوا به أفدح الخسائر وأعادوا للأمة العربية عزتها وشرفها وكرامتها . فتحطمت الغايات والأهداف أمام صخرة الصمود الأردني .
وإننا اذ نحتفل بهذه المناسبة العظيمة وهذه الذكرى العطرة فإننا نستشعر ونعيش نشوة النصر بكل فخر واجلال واكبار ، ونستذكر هؤلاء الأبطال من شهداء الوطن الذين ضربوا مثالا حيا ً كيف يكون الايثار وكيف تكون التضحية من أجل الدفاع عن هذا الحمى العزيز ، فهم من صنعوا تاريخ أمتهم وكتبوه بحروف من نور .
سيظل النصر الذي سطره نشامى الوطن في يوم الكرامة مرسوماً في أنصع صفحات المجد ، وذكرى خالدة في نفوس الأردنيين على وجه الخصوص . هذا النصر الذي كان مثالا يحتذى بالصمودوالوقوفمناجلالوطنوالعقيدةوالشرفوالعزةوالتصميمعلىتحقيقالهدفأمامأيقوةأوعدوانليتحقق النصر وتصان الكرامة بمعناها الحقيقي من حيث الحرية والسيادة والنصر.
ستبقى معركة الكرامة جزءاً من تاريخنا الذي نفتخر ونعتز به في ظل حادي الركب وقائد المسيرة المظفرة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ، وستبقى راياتنا خفاقة في سماء الوطن وهاماتنا لا تنحني الا لله عز وجل، وستظل ذكرى الراحل العظيم صانع النصر بيوم الكرامة جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال - طيب الله ثراه – في وجدان وقلوب الاردنيين الأحرار .
وفي هذه الذكرى نرفع الأكف تضرعاً لله العليَ القديــر أن يتغمد جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه بواسع رحمته ، وأن يمنح جلالة القائد الملك عبدالله الثاني المفــدى العزم والقوة والعافية ليمضي بالأردن نحو العزة والمجد وتحية الاعتزاز والافتخار نبعثها إلى قواتنا المسلحة الباسلة وإلى الأجهزة الأمنية المختلفة الساهرة على أمن وراحة الوطـن والمواطن.
رحم الله شهداءنا الأبرار ونسأل المولى ان يسكنهم فسيح جنانه ، وحمى الله الأردن الأعز والأغلى ،وحمى الله قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية ،رمز فخرنا وحماة أمن واستقرار وطننا وصون منجزاته، ليبقى هذا الوطن آمناً مستقراً شامخاً قوياً عزيز اًعصيا في ظل عميد آل البيت المعظم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله حفظهم الله ورعاهم .